علاج الادمان هو برنامج أضاء حياة كل أسره لديها ابن أو ابنة تعانى من مرض الإدمان. فالادمان مرض يمكن التعافي منه و التوقف عن التعاطي. ولكن الطريق الصحيح و المكان الصحيح خطوة كثيراً ما تكون ضرورية نحو الحل

الجمعة، 11 فبراير 2011

المدمنين المجهولين

0 التعليقات
 المدمنين المجهولين

اينما نظرت إلي وجه صديقي العائد من رحلة العزلة الاختيارية، تأكدت انه غسل روحه تماما، كما غسل جسده من السموم التي تشبعت منه. وتشبع منها إلي حد الموت المحقق، عاد وهو فاتح ذراعيه للدنيا التي تركته، قرر أن يتعلم مهارات الحياة من جديد، كالطفل الذي يتعلم المشي واللعب والحديث بين الناس دون خجل.. عاد إلينا من جديد تاركا شكله وصفاته التي صبغها الإدمان علي ملامحه الأصلية.
ومن خلال رحلة العودة، كشف لنا عن محطات خطيرة ساعدته في عبور هذه الأزمة، وكان من بينها " زمالة المدمنين المجهولين".. توقفت قليلا عند هذا الاسم الموحي وسألته عنه فحكي لي باستفاضة، بالاضافة إلي اننا حصلنا علي النص الأساسي الذي ترجع اليه زمالة المدمنين المجهولين باعتبارها الدستور الرئيسي لهم.
وبتصفح الكتاب تأكدت أننا أمام عالم متكامل أو مجتمع صغير تدار شئونه بحرفية عالية، وإدارة شديدة التنظيم.
تقوم «الزمالة» علي فكرة بسيطة جدا وهي أن يعالج المدمن مدمن آخر اقلع عن التعاطي منذ فترة.
لا يوجد تاريخ محدد لتأسيس أول مجموعة مصرية للمدمنين المجهولين، ولكن المعلومات تشير إلي أن هذه المجموعات بدأت العمل مع بداية عام 2000، لكنها لم تعمل بفعالية إلا في السنوات الثلاث الأخيرة وانضم إليها عدد كبير من الشباب الأمر الذي أدي إلي تنظيم جدول يومي في 30 مقراً في القاهرة والإسكندرية والمنصورة ودمياط.
استطاعت زمالة المدمنين المجهولين في مصر المعروفة باسم NA أن تنشئ لنفسها نظاماً خاصاً، وطابعاً خاصاً وحتي العبارات المستخدمة داخل هذا المجتمع الصغير ابتكرها المدمنون للتواصل فيما بينهم للتعبير عن أزماتهم المشتركة، فداخل الزمالة لا يخجل المدمن لأن كل من حوله كانوا مدمنين وتعافوا أو يحاولون التعافي، وبالتالي تخلصوا جميعا من الأزمة التي كانوا يواجهونها في المجتمع، الذي كان ينظر اليهم باعتبارهم كائنات مفزعة يجب البعد عنها.
وللمحافظة علي قوة الزمالة سن مؤسسوها 12 قاعدة اكدوا فيها أن حرية العضو تتحقق عن طريق حرية المجموعة، وهذه القواعد هي: المحافظة علي مجهولية اعضاء الزمالة خاصة فيما يتعلق بالنشر في الصحافة والسينما، فالمجهولية هي الأساس الروحي لهذه الزمالة كما أكد الكتاب، لا توجد سلطة عليا في تقرير مصير مجموعات الزمالة، فمن حق كل مجموعة رسم خطة عملها كما تريد دون الاعتماد علي المساهمات الخارجية، ويضيف الكتاب قواعد أخري مثل عدم استخدام اسم "المدمنين المجهولين" في القضايا الخارجية او في جدل علني، بالاضافة إلي أن اعضاء هذه الزمالة ينضمون إليها بصرف النظر عن جنسهم ولونهم او عقيدتهم. كما أن الزمالة لا تهدف للربح وليس لديها رسوم او أتعاب، ومن يريد التبرع للزمالة من الاعضاء فقط، تقبل تبرعه، ومن لا يستطيع لا يجبره أحد علي ذلك. فالمدمنون المجهولون لا يقبلون التبرعات من خارج الأعضاء سواء من أشخاص او من مؤسسات خيرية واجتماعية.
تبدأ زمالة المدمنين المجهولين في العمل، في الوقت الذي يعترف فيه المدمن بأنه مريض، فطبقا لقواعد الزمالة، فإن غالبية المدمنين لا يعرفون انهم مرضي إلا بعدما يفقدون رغبتهم في الحياة تماما، ويسكنهم اليأس، فيقرر المدمن الانتحار او إيذاء احد من احبائه أو افراد عائلته. عندئذ يصل المدمن إلي زمالة المدمنين المجهولين عبر بعض الوسائط، فكما تحولت عمليات الإدمان إلي سلسلة تنتشر عبر وسطاء، يمكن للتعافي أن يتم بنفس الأسلوب، حيث يختار المدمن " الغرفة " التي يبدأ من خلالها العلاج، وهو الاسم الذي يطلق علي الأماكن التي يجتمع فيها اعضاء زمالة المدمنين المجهولين، حيث يختار العضو الجديد الغرفة التي تناسب ظروف سكنه أو عمله طبقا للمواعيد والأماكن التي يحددها جدول الجلسات.
والعضو الجديد في هذه الزمالة يطلق عليه اسم " نيو كمر " فيحضر الجلسات الأولي بعد التعريف باسمه إن أراد، ويتم الترحيب بالعضو الجديد بشكل خاص، فكما تقول أدبيات الزمالة فإن العضو الجديد يصبح أهم شخص في الجلسة نظرا لمعاناته المباشرة بالإدمان، ومن خلال الجلسة الأولي يتعرف " النيو كمر " علي زملائه، فهذه الجلسات يديرها شخص من الذين قاموا بعمل " مدة " أي قضوا سنوات طويلة دون إدمان، فتبدأ الاجتماعات بعرض فقرات من كتاب المدمنين المجهولين ثم تبدأ المناقشات المفتوحة بين أعضاء الجلسة، فهناك نوعان من الجلسات، الأولي تكون مفتوحة لأعضاء الزمالة والثانية يطلقون عليها "كابتسي ميتنج " أي جلسات مغلقة علي عدد معين من الأفراد ممن يكون لديهم مشكلة في عرض مشكلاتهم أمام جموع الحاضرين.
وبعد عدد من الجلسات الأولي يختار لنفسه " ريسبونسر " أي مسئول عنه خلال رحلة التعافي، وتتحدد مهام هذا المسئول في رعاية " النيو كمر " والإشراف علي عملية التخلص من الإدمان بالإضافة إلي المتابعة اليومية لحالة المدمن، خاصة في تنفيذه الـ 12 شرطاً التي وضعتها زمالة المدمنين المجهولين للشفاء من الإدمان.
كورس التعافي من الإدمان في هذه الزمالة، يعتمد علي حضور " النيو كمر" لـ90 جلسة متتالية في 90 يوماً مع الملاحظة الدقيقة لحالة المريض خلال هذه الأيام ومراقبة تصرفاته للتأكد من تنفيذه الخطوات الاثنتي عشرة.
يدخل المدمن حروبا شديدة مع ذاته، خاصة في الأيام الأولي من التوقف عن الإدمان، ففي الخطوة الأولي لابد أن يعترف المدمن بأنه أصبح بلا قوة أمام إدمانه، وانه لا يستطيع ادارة شئون حياته، وبالتالي يفتح المدمن ابواب المساعدة لقوي أخري، ففي الخطوة الثانية لابد أن يبحث المدمن عن شيء يملأ حياته بعد انقطاعه عن الإدمان، خاصة انه في هذه الفترة يدرك معني التخلص من التعاطي. فيحاول أن يبحث عن قوة أعظم، فالبعض يري أن هذه القوة هي الله، الخطوة الثالثة أن يفتح المدمن الباب لقوة اعظم من نفسه وذاته الضيقة.
أما الخطوة الرابعة فيصفها الكتاب بأنها كانت نقطة تحول كبيرة في حياة المدمنين الذين تعافوا، لأنها تعتمد علي أن يقوم المدمن بعمل جرد لنفسه ولأخلاقه خلال فترة التعاطي، وتبدأ حالة الجرد هذه بكتابة ما يراه المدمن في نفسه بكل صدق، ولكن دون جلد للذات فلابد أن يظهر المدمن في ذاته بعض النقاط الإيجابية حتي تكون دافعاً له في مشروع التعافي. الخطوة الخامسة بعد ذلك تتعلق باستكمال الخطوة الرابعة بعد عرض المدمن ذاته علي الورق، حيث يبدأ بحصر مشكلاته ومحاصرة هذا الجزء المخزي من ماضيه، شريطة أن لا يلقي بهذه المكاشفات في احد الأدراج، فهذه العيوب تنمو في الظلام فقط، لكن الضوء يقتلها. وخلال الخطوة الخامسة لابد أن يختار المدمن شخصا من الخارج او عضواً من اعضاء الزمالة " رسبونسر " حتي يتابع تنفيذ الخطوة الرابعة والخامسة، فعندما يسرد المدمن تجربته ويعرضها علي الورق علي آخرين، يكتشف كل من القارئ والمستمع انهما لم يكونا أفراداً في عالم معزول.
الخطوة السادسة هي التي يقوم بها المدمن حين يتخلص جزئيا من بعض عيوبه، فلابد أن يواجه المدمن مشكلاته بقلب منفتح، دون أن يضع لنفسه توقعات كبيرة عن تجاوزه لهذه المشكلات حتي لا يصدم من نتائج الخطوات السابقة. لذا نجد أن الخطوة السابعة تعتمد علي طلب العون من الله او طلب العون من بعض اعضاء الزمالة دون التكبر علي ذاتنا وأمكاناتنا.
الخطوة الثامنة تحتاج من المدمن مكاشفة اكثر، لأنه يقوم بعمل قائمة بالأشخاص الذين ألحق بهم الأذي خلال رحلة ادمانه وأصبح قادراً علي تقديم اعتذارات وتقديم العون لهم خلال المرحلة المقبلة من حياته، فمن المفترض أن يتخلص الفرد من عقدة الذنب التي تطارده اثناء التفكير في أهله واصدقائه ومحبيه. وهذا ما تستكمله الخطوة الثامنة.
الخطوتان العاشرة والحادية عشرة تتحدد أن في مراجعة عمليات الجرد التي يقوم بها المدمن لنفسه ولاعترافاته السابقة حتي يجد نفسه خفيفا وكأنه غسل روحه مع ضرورة تأمل كل ما فات عليه من مراحل. اما الخطوة النهائية في هذه الرحلة فهي تحقق صحوة روحية نتيجة تطبيق الخطوات السابقة. وهذه الصحوة تتخذ اشكالا متعددة.
أما مصادر تمويل خطط زمالة المدمنين المجهولين، فهي تعتمد علي الموارد الذاتية للأعضاء الذين يحضرون الجلسات، ففي كل جلسة يتم وضع صندوق بين المجتمعين، كي يضع فيه الحاضرون ما يقدرون عليه، وفي النهاية يجمع مسئول اليوم هذه الأموال ليوردها إلي " ضمير المجموعة" والذي يضم عدداً من الأفراد الذين الذين يرون في انفسهم القدرة علي ادارة شئون المجموعات المالية، ويعقد " ضمير المجموعة " اجتماعا كل فترة يسمي " بيزنس ميتنج " لعرض النقود الواردة من خلال الجلسات كما توضع خطة الصرف علي انشطة الزمالة المختلفة مثل تأجير الغرف وطباعة الجداول والكتيبات، بإلاضافة إلي الكتاب السنوي الذي يعتبر الدستور الأساسي لزمالة المدمنين المجهولين.

المصدر: علاج الادمان

الاثنين، 7 فبراير 2011

اسباب الادمان

0 التعليقات


اسباب الادمان

المقصود بالادمان:
هو حالة نفسية واحياناعضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحى مع العقار(سواء كان منبهات او منشطات او مسكنات) وتؤدى به الى الرغبة الملحة فى تعاطى العقار بصورة متصلة او دورية للشعور باثاره النفسية او لتجنب الاثار المزعجة التى تنتج عن عدم توفره ويدخل بالطبع فى هذه الادوية والعقاقير الخمر والحشيش والكوكايين والهيروين..
ويتضح من ذلك ان المتعاطى يفقد اليسطرة على سلوكه ومن ثم يصبح اسير مايتعاطاه يعتمد عليه للحصول على نشوة زائفة هى فى حقيقة الامر مدمرة لكيانه ولوعيه بنفسه ولعلاقاته بمن يحيط بهم ويتحول الى كائن ولاحول له ولا قوة.

فالادمان يمثل خطرا داهما على الفرد والمجتمع فمن مخاطره انه يكون وراء المشكلات الزوجية ومشاكل العمل والمخالفات القانونية وحوداث الطريق والديون والسلوك العدوانى
وله ايضا مخاطر صحية كالتهاب المعدة وقرحة الاححدى عشرية والتهاب الاعصاب وتليف الكبد والالتهابالرئوى والايدز.
وايضا الى امراض نفسية وعقلية كالقلق والاكتئاب ومحاولة الانتحار والجنون.
ويؤدى الى ظهور كثير من المشكلات الاجتماعية كالانحراف والتفكك الاجتماعى واللامبالاة والمشكلات الاسرية
ويؤثر على الانتاج حيث يفقد المدن القدرة على العمل ويؤدى كذلك الى ضياع جانب كبير من ميزانية الدولة
فى العلاج والضبط.ويرتبط الادمان بالجريمة كالقتل والسرقة والاعتداء
وهناك اسباب ودوافع للادمان وكيفية علاجه.
اسباب الادمان

المصدر: علاج الادمان

الأحد، 6 فبراير 2011

علاج الإدمان

0 التعليقات

علاج الإدمان


عند الحديث عن علاج الإدمان ،لابد من إدراك أن هذا الأمر ليس سهلا، ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبى المباشر ،وفى مكان صالح لذلك ،كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة علاج الإدمان حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذى أدمن عليه ، وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه.

فيما يلي بعض الأهداف الأساسية لبرامج العلاج والتأهيل :


تحقيق حالة من الامتناع عن تناول المخدرات وإيجاد طريقة للحياة أكثر قبولاً .


تحقيق الاستقرار النفسى لمدمن المخدرات بهدف تسهيل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي .

تحقيق انخفاض عام في استعمال المخدرات والأنشطة غير المشروعة .

تدابيرعلاج الادمان

وتتضمن هذه عادة ما يلي :


- مواجهة آثار الجرعات الزائدة .


- مواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان .


- الحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال المخدرات .


- إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة .


- تعاطي الأدوية المضادة فسيولوجبا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل من ورائه .


مساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس

علاج الإدمان

في العيادة الخارجية .

2 ـ وسائل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي

وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد ، فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق :


- برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم اللاحق أو للتدريب المهني .


- تدريب مهني .


- مشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات .


- تشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة .

*****

خطوط إرشادية لتخطيط العلاج

من المهم قبل الشروع فى برامج العلاج أن نضع فى الاعتبار بعض القضاياً التى تؤثر على تصميمها وتنفيذها ، ويمكن أن يؤدي تحديد هذه العوامل إلى برامج أقل تكلفة وأكثر فعالية لتحقق أفضل استخدام للقوى العاملة والمنشآت القائمة فى المجتمع.

الهدف المباشر للعلاج الادمان:

يتمثل الهدف المباشر للعلاج فى الإقلال من المضاعفات الطبية والنفسية المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات.

العوامل التى تؤثر على محصلة العلاج :


أن جهودا مثابرة مطلوبة لحفز المعتمدين على المخدرات على بدء العلاج كما قد يتطلب الأمر حفز أسرة المريض هى أيضاً بهدف التأثير عليه ليشرع فى العلاج أو يستمر فيه .


يعتقد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء ، لكن يتعين حفز المرضى لمواصفة العلاج وإعادة التأهيل .


وعلى هيئة العلاج أن تبذل كل ما تستطيع لدعم وتعزيز رغبة المريض فى أن يظل متحرراً من المخدر ، وقبوله بسهولة إذا ارتد للمخدرات وعاد للبرنامج.


إن اتباع اسلوب الوعظ والإرشاد فى إبلاغ الشخص المعتمد على المخدرات كم هو مخجل وضار استخدام المخدرات لن يحقق الكثير.


إذا استطاعت هيئة العلاج أن تفهم ما يعنيه استعمال المخدرات بالنسبة للفرد، فإنها ستكون فى وضع أفضل لمساعدة المدمنين المزمنين على الرجوع لطريقة الحياة الطبيعية.

ربط العلاج بالتأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي



إن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات فى الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازا .

 والعلاج فى هذا الإطار ، هو خطوة مبكرة فى عملية أطول ، وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية بتلك التدابير الأوسع نطاقاً والتى تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحة .
وإذا وضع هذا الاعتبار فى وضع السياسات ، فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.

طرق بديلة للحياة

يكمن جانب من برامج التأهيل فى تعلم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات .

 وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة. وسيختلف هذا من شخص لآخر فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة ، أو ينهمكوا فى الرياضة والأنشطة التى تتم فى الخلاء ، وقد يجد آخرون متعة فى الموسيقى أو الفن .

وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعى أكبر بالذات. ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين. وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحى الدينية ودروس العلم... وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية.

دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها

أن الجوانب الطبية فى علاج الادمان لا يجب أن تغنى عن النهج الأخرى التى يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته ، وإدراكه للآخرين ولسلوكه. فعلى سبيل المثال ، ينبغي النظر لإزالة التسمم، كمقدمة لهذه النهج الأخرى

الطرق الطبية للعلاج

إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير., سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة ، أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء . وعلاج الإدمان له مراحل متتالية ، لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى ، أو تطبيق بعضه دون بعض ، لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه ، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة فى تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي ، لأنه حل مؤقت ولا يجوز الاكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه ، ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التى تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل.

وكما أن العلاج وحدة واحدة ، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذى يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً فى إنجاحه ، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة ، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة فى كل مراحل العلاج ، ويحتاج الأمر أيضاً إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه.

*****

ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك ، بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة ، وهى الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود ؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات فى مدة لا تقل عن ستة أشهر فى الحالات الجديدة ،أو سنة أو سنتين فى الحالات التى سبق لها أن عانت من نكسات متكررة .

وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد فى معايير الشفاء حتى فى الحالات التى يصحبها اضطراب جسيم فى الشخصية أو التى وقعت فى السلوك الإجرامي مهما كان محدداً ، وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الاتية:

1- مرحلة التخلص من السموم:

وهى مرحلة طبية فى الأساس ، ذلك أن جسد الإنسان فى الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العلاج الذى يقدم للمتعاطي فى هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ، وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ، ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب ، هذا، وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها وهى العلاج النفسي والاجتماعي؛

 ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي.

2- مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي

إذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية فى الأساس . فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة ، فهى تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن ، فأنها تنصب على المشكلة ذاتها ، بغرض القضاء على أسباب الإدمان.

 وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ، ثم تمتد إلى الأسرة ذاتها لعلاج الاضطرابات التى أصابت علاقات أفرادها ، سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته ، كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط ، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي . كما تتضمن أيضاً علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم – على سبيل المثال – علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية كما يتم تدريب المتعاطي على المهارات الاجتماعية لمن يفتقد منهم القدرة والمهارة ، كما تتضمن أخيراً العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفاءته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك .

3- مرحلة التأهيل والرعاية اللاحقة:

وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مكونات أساسية أولها:

أ- مرحلة التأهيل العملي :

وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته فى مجال عمله ، وعلاج المشكلات التى تمنع عودته إلى العمل، أما إذا لم يتمكن من هذه العودة ، فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل آخر متاح ، حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.

ب- التأهيل الاجتماعي :

وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن فى الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى (بظاهرة الخلع) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين (المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى) وتدريبها على تقبل وتفهم كل منهما للآخر ، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.

جـ- الوقاية من النكسات:

ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج ، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة ، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها
علاج الإدمان   .